تتميّز عاصمة الشّارقة بأنّها تحظى بموقع جغرافي متوسط؛ حيث تبعد ثلاثة أميال عن الخليج العربي، ويحدّها من الجنوب الغربي قرية الخان واللية، وتعتبر مدينة الشّارقة ثالث أكبر مدينة من حيث الكثافة في عدد السكّان في الإمارات، وتتباين مدينة الشّارقة تبايناً واضحاً من حيث التّقدم الكبير جداً والنّمو الهائل الذي تنمو به العاصمة دُبي، والسّبب في ذلك أنّ مدينة الشّارقة تتنوع فيها الحرف التي يمارسها سكان هذه المدينة؛ حيث يعتمد السكان على مهنة الصّيد. وبسبب خصوبة أراضي الشّارقة أيضاً اهتمّ سكان المدينة بالزّراعة و الرّعي؛ فمهنة الصّيد والزّراعة، وبالإضافة إلى صناعة السّفن البحريّة تشغل سكان المنطقة عن الاهتمام بالتّجارة.
وتعتبر مدينة الشّارقة من أوائل المدن التي سكنها البدو نظراً لموقعها المتميّز، ونذكر أنّ أوّل القبائل التي سكنت مدينة الشّارقة هي قبائل القواسم، وهي من أوائل القبائل التي قامت بتأسيس مدينة الشّارقة، وما زال الحكم في المدينة والإمارة بيد سلالة قبيلة القواسم إلى يومنا هذا، وقامت هذه القبيلة بالدّفاع عن أرضها التي سكنتها بوجه الاستعمار البرتغالي، والهولندي، والبريطاني نتيجة المطمع الكبير للسيطرة على سواحل الخليج العربي.
الثقافة في الشارقةلُقّبت مدينة الشّارقة بالعاصمة الثّقافية لدولة الإمارات العربيّة المتحدّة؛ لأنّها تحوي على صروح علميّة كثيرة ونذكر منها: جامعة الشّارقة، وجامعة الشّارقة الأمريكيّة، بالإضافة إلى المراكز العلميّة المشهورة على مستوى الخليج العربي مثل: دار الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجيّة. وتضمّ المدينة أيضاً الكثير من المدارس الحكوميّة المتطوّرة، والمدارس الخاصّة المشهورة. وتشتهر مدينة الشّارقة بوجود كافة الدّوائر الحكومية داخلها؛ فمدينة الشّارقة مدينة نابضة بالثّقافة و السّياسة. وتقام في مدينة الشّارقة الكثير من المهرجانات الثّقافية والمعارض الدّولية التي تُعنى بعناصر الثّقافة مثل: المعارض المخصّصة للكتاب، والمعارض المخصّصة بالمسارح التّعليمية سواءً الموجّهة إلى المدارس أو إلى الجامعات؛ فالثّقافة والتّعليم في مدينة الشّارقة متنوّعان جداً، ولذلك تستحقّ لقب العاصمة الثقافيّة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
تتميّز مدينة الشّارقة بالمباني التي يظهر عليها طابع الحضارة الإسلاميّة؛ فالمدينة تهتمّ بإحياء التّراث الإسلامي من خلال البناء المعماري الإسلامي الّذي بدأ واضحاً بشكل كبير على المباني الحكوميّة، وكذلك على المساجد التي تنتشر في المدينة، ومن ثمّ انتشرت إلى باقي مدن إمارة الشّارقة، ومن أبرز المساجد التي تشتهر بها مدينة الشّارقة: مسجد الإمام أحمد بن حنبل، وجامع النّور. ويذكر بأنّه تمّ إنشاء مطار الشّارقة الدّولي في العاصمة لأنّها تعتبر عصب الحياة لإمارة الشّارقة، بالإضافة أيضاً إلى إقامة منطقة حرّة فيها.
المقالات المتعلقة بأين توجد مدينة الشارقة